قال ناظم الأرجوزة أبو علي الحسين بن عبدالرحمن الرازي، ابن الفلكي الشهير عبدالرحمن بن عمر الرازي المشهور بالصوفي:
وبعد العقاب، نذكر صورة الدلفين وهي مجموعة متقاربة من النجوم تطلع وتظهر بعدما يرتفع النسر الطائر في الأفق، ونجوم الدلفين عشرة، وهي نجوم ليست مضيئة، وأنورها أربعة.
ويصف ابن الصوفي هذه النجوم الأربعة بالمنيرة، وهذا بالنسبة للنجوم المتبقية من كوكبة الدلفين والنجوم الواقعة بين النسر والفوارس، وإلا فهي من النجوم الخافتة بين القدر الرابع والخامس. وهي نجوم معروفة ومشهورة، ربما بسبب شكلها المميز ، على شكل المعينَّ. ولذلك سمتها العرب الصليب أو صليب النسر الطائر لقربها منه. وتسمي العرب هذه النجوم باسم آخر، وهو القَعود، والقعود هو الصغير من الابل.
وتحت القعود نجم صغير يتميز عن النجوم التي بالقرب منه، جاءت الأخبار أن اسمه عمود الصليب. وهذا النجم يقع من صورة الدلفين في ملتقى ذيله ببدنه، وذلك كما مرسوم في صورة الدلفين في الكرين والكتب. والكرين جمع كرة وهو يقصد الكرات السماوية التي كانت توضع عليها خرائط النجوم.
متحف اللوفر - صور لكرة قديمة من صنع يونس الاسطرلابي بتاريخ 539 هـ
في الرابط التالي لاحظ النجوم منقوشة بالمعدن الفضي ويظهر أنها تحتوي على أكثر من 1000 نجمة.
سقوط نجوم القعود في الأفق الشمالي الغربي فجراً هو علامة على طلوع سهيل. وأكبر علامات طلوع سهيل هو ارتفاع نجم الشعرى اليمانية (المرزم) فجراً بما يقارب من ارتفاع الجدي.وبما أن نجوم الدلفين تسقط فجراً عند طلوع سهيل، يكون هذا هو أفضل الأوقات لرؤيتها حيث تكون فوق الأفق طوال الليل.
ومنظر نجوم القَعود الأربعة معاً جميل عند النظر إليها بالمنظار المقرب. كما أنه يسهل التعرف على موقعها بين الفوارس والنسر الطائر.