ذِكْر الحمل

قال ناظم الأرجوزة أبو علي الحسين بن عبدالرحمن الرازي، ابن الفلكي الشهير عبدالرحمن بن عمر الرازي المشهور بالصوفي:

صورة الحمل

بعد أن انتهينا من ذكر الصور الشمالية وهي التي تقع نجومها بين فلك البروج والقطب الشمالي، نبدأ الآن بذكر نجوم كوكبات البروج الأثني عشر وأولها برج الحمل. وأول مايظهر من برج الحمل نجوم الشرطين التي تطلع شرقاً إذا أفل الغفر غرباً والغفر هي المنزلة الخامسة عشر من المنازل وتقع في برج العذراء أو السنبلة. والشرطان هو أول المنازل. ولكل منزلة رقيب، إذا طلعت المنزلة غاب الرقيب، وإذا طلع الرقيب غابت المنزلة، ولأن المنازل ثمانية وعشرون منزلة فإن رقيب المنزلة هو الذي يأتي بعدها أو قبلها بأربعة عشر منزلة. فيكون رقيب المنزلة الأولى هي المنزلة الخامسة عشر ورقيب السادسة هي المنزلة العشرون ورقيب الثامنة عشر هي الرابعة، وهكذا.

وأما قول الراجز عن الحمل، كأنما البائع يقفو أثره فذلك لأن الصورة هي صورة حمل يجري وينظر خلفه كأن بائع الخرفان يجري وراءه. وعدد نجوم صورة الحمل ثلاثة عشر نجماً، والمقصود أن ثلاثة عشر نجما هي التي تتألف منها صورة الحمل وتحتوي الكوكبة أيضا على عدد من النجوم خارج الصورة. وفي كتاب صور الكواكب الثابتة يبدأ الصوفي كلامه عن كل كوكبة بذكر عدد نجومها، ففي الكلام عن كوكبة صورة الحمل يقول: "وكواكبه ثلاثة عشر كوكباً من الصورة وخمسة خارج الصورة ومقدمه إلى جهة المغرب ومؤخره إلى المشرق، وهو ملتفت إلى مؤخره ووجهه إلى ظهره."

الناطح

وبين نجوم الحمل نجم قوي اللمعان، وضعه برخيس على الخطم من الحمل، أي جعله في مقدمة أنفه، ولكن بطليموس جعله خارج الصورة. وبرخيس هو هيباركوس، وهو من أقدم علماء الفلك الإغريق، عاش في القرن الثاني قبل الميلاد، وأخذ عنه بطليموس الذي عاش في القرن الأول إلى الثاني بعد الميلاد في الإسكندرية، ثم أخذ العرب عن بطليموس كتابه الذي سموه المجسطي، وترجموه ونقحوا معلوماته ومن أشهر هذه الكتب، كتاب الصوفي صور الكواكب الثابتة الذي نظمت هذه الأرجوزة على منواله. وهكذا نعلم أن هيباركوس وضع النجم اللامع وهو المسمى الناطح على مقدمة أنف الحمل بينما وضعه بطليموس فوق رأسه ثم أخذ الفلكيون العرب هذا الوضع من بطليموس. انظر موقع الناطح في صورة المخطوطة والصور الأخرى.

الشرطان

وبعد هذا النجم اللامع، هناك نجم من النجوم التي هي داخل الصورة ولمعانه أقل. هذان النجمان سمتهما العرب الشرطين، والأنور منهما يسمى الناطح. وقد يلحق بهذين النجمين نجم على القرن من الصورة فيسمى الثلاثة معاً النطحوالأشراط.

ولأن الرواية عن العرب في نجوم الشرطين أو الأشراط متعددة فقد ذكر الراجز هذا الاختلاف، فمنهم من يجعل الناطح والنجم اللامع القريب منه الشرطين ويلحق بهما النجم الخفي الموجود على القرن وتسمى الثلاثة الأشراط وتسمىالنطح، ومنهم من يجعل النجمين الذين على القرن الشرطين وتضيف إليهما النجم الخفي القريب منهما، وتسمى الثلاثة الأشراط وتسمى النطح. وأما قوله:

فلم أتبين المعنى، ولم أجد من يسمي الشرطين الإنسانين، إلا إذا كان ابن الصوفي ينقل اسماً لم يرد عند والده أو الآخرين، أو ربما كان هناك تصحيف من كاتبي المخطوطات ونقلوا هذا الاسم خطأ. والذي يظهر لي أن البيت هو بالصيغة التالية:

ويكون معناه: وقد يسمّى الأنورين من نجوم الحمل، أي من نجوم الصورة وهما الأول والثاني بالشرطين واحك هذا عن العرب لأنه ورد فيما روي عنهم. والشرطان أو الأشراط هي أول المنازل، ومعنى الشَرَط، بفتح الشين والراء، العلامة أو أول الشيء، ومنه أشراط الساعة، وسميت هذه النجوم الأشراط والشرطين لأنها علامة على أول الربيع.

البُطيْن

وبعد الشرطين، تطلع أنجم البطين، وهي ثلاثة نجوم يكاد الشخص الذي يتميز بجودة النظر ألا يراها وذلك لخفائها وخفوتها. وهي تقع في الصورة على بطن الحمل، كأنها لخفائها مستترة من الخجل.

رجل الغول

وفوق نجوم البطين، عدة أنجم صغيرة ليست من ضمن الصورة. وقال ابن الصوفي أن العرب تسميها رجل الغول، ولكن الصحيح كما ذكر أبوه في كتابه أنها تقع من صورة برشاوش على رجل الغول، وصورة برشاوش إغريقية وليست عربية، ولم يذكر أبو حنيفة والآخرون عن العرب هذا الاسم.

نجوم الحمل كما ترى في السماء

نجوم الحمل كما ترى في السماء

• الحوت الجنوبي

• إعداد قتيبة أقرع

• الثور